للحوار أهمية كبيرة، والهدف منه إقامة الحجة ودفع الشبهة والفساد من القول والرأي؛ فهو تعاون بين المتحاورين على معرفة الحقيقة والتوصل إليها؛ ليكشف كلُّ طرفٍ ما خفي على صاحبها منها، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق، والحوار حاجة إنسانية تتمثل أهميته باستخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماج في جماعة، والتواصل مع الآخرين، فالحوار يحقق التوازن بين حاجة الإنسان للاستقلالية وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين...
الداعية إلى الله تعالى لا يكون ناجحًا موفقًا مسددًا في دعوته إلا بإخلاص عمله كله لله، ومتابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أموره، وبالتزامه بالصفات والمقوِّمات التي تجعله مستقيمًا في دعوته معتدلًا، لا إفراط ولا تفريط. ولا ريب أن معرفة الداعية للمقوِّمات التي تجعله ناجحًا في دعوته من أهم المهمّات؛ لأن نجاح دعوته، وفوزه برضى ربه، وتوفيقه موقوف على العمل بهذه المقوّمات...
خطورة فشو المنكرات
يقول الله -جل وعلا-: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، قال ابن عباس: «الفتنة هنا: القتل»، وقال عطاء: «الزلازل والأهوال»، وقال جعفر بن محمد: «سلطان جائر يسلط عليهم»، وقيل: «الطبع على القلوب بشؤم مخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام»...
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما طلب منه أصحابه - رضوان الله وسلامه عليهم - وصية جامعة، وصاهم وصيه جاء فيها: (عليكم بسنتي)، وهو ما يعني -بإيجاز-: اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع أقوله وأفعاله، والتأسي به في سائر أحواله...
أساليب الدعوة
إن مناهج الدعوة تظهر في مجموعة الأساليب المستخدمة التي يجمعها نظام واحد، فإن مجموعة الأساليب التي تحرك الشعور والوجدان تمثل المنهج العاطفي، ومجموعة الأساليب التي تدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر والاعتبار تمثل المنهج العقلي... وسنتناول أمهات الأساليب الدعوية، ونذكر منها أربعة، وأبين تعريفه، ومظاهره، وخصائصه، وبعض المسائل المتعلقة به.