حديث قدسى عن القناعة والرضا بما قسمه الله لنا
في الحديث القدسي: "
عبدي.. خلقتك لعبادتي فلا تلعب. وقسمت
لك رزقك فلا تتعب إن قل فلا تحزن. وإن كثر فلا تفرح. إن أنت رضيت
بما قسمته لك، أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محموداً. وإن لم ترض بما قسمته لك، أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً. وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة، فلا يصيبك منها إلا ما كتبته لك
وهذا الحديث يخاطبنا عن القناعه
ان القناعه كنز لا يفنى بالفعل
( ابْنَ آدَمَ ؛ عِنْدَكَ مَا يَكْفِيكَ ؛ وَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ.. لاَ بِقِليلٍ تَقْنَعُ ؛ وَلاَ مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ.. إِذَا أَصْبَحْتَ مُعَافًي فِي جَسَدِكَ؛ آمِنًا فِي سَِرْبِكَ ؛ عِنْدَكَ قُوتُ يَوْمِكَ فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ)
رواه ابن عدىّ والبيهقي عن ابن عمر ( رضي الله عنهما )
شرح الحديث:
الحديث هنا يعرف ابن آدم طبعه وما جبل عليه :
(عِنْدَكَ مَا يَكْفِيكَ) لان الله سبحانه وتعالى أعطى كل انسان ما يكفيه ؛ فقد قَّدر سبحانه الاقوات من الازل قبل خلق السموات والارض إذ يقول الله تعالى :
( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ) سوره فصلت
والانسان دائما يطلب المزيد وهو لا يعرف ما يفعل به المزيد
فحين يختار الله الغنى وا الفقر لانسان ما فانه يختار له ما يصلحه ولكن الانسان لا يعلم
ولذلك الحديث يوضح ثلاثه امور هامه ؛ او هى نعم أنعم الله بها عليه لو عرفها وادركها لهانت عليه الدنيا فلم يعبأ بها
وهذه الامور الثلاثه
وهى
1- إذا اصبح الانسان معافي من كل مرض وألم (إِذَا أَصْبَحْتَ مُعَافًي فِي جَسَدِكَ)
2- الامن ( آمِنًا فِي سَِرْبِكَ)
سِرْبِكَ بالكسر أى نفسك اما سَِرْبِكَ بالفتح هى مذهبك وسلوكك اي ان ما من أمر يشعر به كل الناس
أو هم لا يستشعرون قيمته لانهم لم يعيشوا الخوف ولو تخيلنا اننا قله في أمه غير اسلاميه - كما كان المسلمون من قبل
فأى خوف هذا الذي يبلغ بالمرء هذا المبلغ
( وَبَلَغَتِ الْقُلوبُ الْحَنَاجِرَ وتَظُنُونَ بِالله الظُّنُونا * هُنَالِكَ ابُتلِىَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلَْزَالاً شَدِيداً*)
ومن هذا المنطلق الامن له قيه كبيره لايدركها المرء الا استشعر الخوف
3-أ يملك الانسان قوت يومه فلا يبيت ليلته جائعا
فالغد أمره بيد الله وليس للانسان امر في شىء
لانه ممكن ان ياتى الغد ويكون الانسان ليس من اهل الدنيا
فالموت قريب ليس بعيد
وقال الله تعالى :
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)
) سوره هود
القناعة بالقليل من الرزق
عن ابنِ عباس رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
"اللّهُمّ قَنِّعْني بما رَزَقتَني وبارِك لي فِيه"
منقول