موضوع: ابن حزم يداوي النفوس بالنصيحة الأربعاء 1 أغسطس 2012 - 20:31
قال ابن حزم: " ولا تأس إذا ذممت بما ليس فيك، بل افرح فإنه فضلك ينبه الناس عليه، ولكن افرح إذ إن فيك ما تستحق به المدح سواء مدٌحت به أو لم تمدح، واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم وسواء ذممت به أو لم تذم". • وقال أيضاً: " ولا تنصح على شرط القبول، ولا تشفع على شرط الإجابة ولا تهب على شرط الإنابة لكني على سبيل الفضل وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة وبذل المعروف. • .. وقال أيضاً: النصيحة مرتان (فالأولى: غرض ودينه.. والثانية تنبه وذكر.. وأما الثالثة فتوبيخ وتقريع، وليس وراء ذلك إلا التركل واللطامة، وربما أشد من ذل البطئ والأذى، اللهم إلا في معلى الديانة فواجب على المرء تزداد النصح فيها رضا المنصوح أو سخط تأذى الناصح بذل أو لم يتأذ. وإذا نصحت فانصح سرا لا جهرا وبتعريض لا تصريح إلا أن يفهم المنصوح تعريضك فلا بد ن التصريح ولا تنصح على شرط القبول منك. فإن تعديت هذه الوجوه فأنت ظالم لا ناصح، وطلب طاعة وملك لا مؤد حق ديانه وأفوه، وليس هذا حكم العقل ولا حكم الصداقة ولكن حكم الأمير مع رعيته والسير مع عبيده. ويقول أيضا " الاتساء بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ في وعظه أهل الجهل والمعاصي والرذائل واجب. فمن وعظ بالجفاء والاكفهرار فقد أخطأ وتعدى طريقه _صلى الله عليه وسلم_ وصارفي أكثر الأمر مغريا الموعظ الجافي فيكون في وعظه سيئا لا محسنا ". ومن وعظ ببشر وتبسم ولين ـ وكأنه مستنير برأي، مخبر عن خير الموعظ بما يستقبح من الموعوظ فذلك أبلغ وأنجح في الموعظة فإن لم يتقبل: فلينتقل إلى الوعظ بالتحشيم وفي الخلاء، فإن لم يقبل ففي حضرة من يستحي منه الموعوظ، فهذا أدب الله _تعالى_ في أمره بالقول اللين.. وكان _صلى الله عليه وسلم_ لا يواجه الموعظة لكن كان يقول " ما بال أقوام يفعلون كذا.. وقد أثنى عليه الصلاة والسلام على الرفق، وأمر بالتيسير ونهي عن التنفير.وكان يتخول بالموعظة خوف الملل.