هذه بعض المواضيع المتعلقة بفصل الشتاء أحببت التذكير بها
لا تسبُّوا الرّيح، فإذا رأيتم ما تكرهون
تعريض شيء من البدن لأول ماء المطر النازل من السماء سُنة تغافل عنها الناس
قول المؤذن عند المطر أو الريح أو البرد الشديد ((ألا صلوا في رحالكم))
الصلاة في الخفاف والنعال من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
ما يحسن بالمسلم قوله عند نزول المطر أو سماع الرعد
سائل يقول: ماذا يجب على المسلم أن يفعله عند نزول المطر أو سماع الرعد ومشاهدة البرق؟
إذا سمع الرعد يقول: (سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) جاء هذا عن الزبير وعن بعض السلف، فإذا قال المؤمن ذلك فحسن. أما عند نزول المطر فيقول: ((اللهم صيباً نافعاً، مطرنا بفضل الله ورحمته))، هكذا جاءت الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
مما يشرع عند نزول الأمطار
للشيخ علي بن يحي الحدادي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل الله فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾[النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾[الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن من نعم الله علينا أن أغاث البلاد والعباد بنزول الغيث بعد الجدب والقحط وهذا من أدلة رحمة الله ولطفه بعباده كما قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
وهذه النعمة إنما تتم بحلول البركة فيها وذلك أن تحيا بها الأرض بعد موتها وتخرج بها الثمرات بعد فقدها ثم تستعمل تلك الخيرات في الاستعانة بها على طاعة الله فتلك هي البركة الحقيقية .
أما الأمطار التي تجف بعدها الأرض ثم لا تنبت ولا تثمر فذلك في الحقيقة صورة من صور الجدب والقحط ولكنه أشد من احتباس المطر لفوات المأمول بعد حصول أسبابه قال صلى الله عليه وسلم : ( ليست السنة أن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئاً ) رواه مسلم من حديث ابي هريرة ، ويعني بالسنة الجدب والقحط.
لهذا كان المشروع عند نزول الأمطار أن نقول كما كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا ) رواه أحمد والبخاري والنسائي
لأنه إن لم يكن نافعا ذهبت بركته فلم ينتفع به ولأنه إن لم يكن نافعا ربما كان هلاكاً وعذابا فكم عذب الله من أمة بالأمطار والأعاصير والغرق في القديم والحديث نسأل الله العافية.
ومما يشرع للمسلم عند نزول المطر أن يفعل ما ثبت في حديث أنس بن مالك إذ قال : (أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطر قال : فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا : لم صنعت هذا قال : لأنه حديث عهد بربه) رواه أحمد ومسلم ، فالمشروع للمسلم يكشف شيئاً من بدنه مما يسوغ كشفه إذا كان بين الناس كأن يكشف عن رأسه أو ساقه أو ذراعه ونحو ذلك ليصيبه من المطر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويقول إنه حديث عهد بربه أي أنه خُلق الآن فهو حديث العهد بربه تعالى ولا يقاس على هذا غير المطر مما يولد حديثاً أو يخلق حديثاً من الناس والدواب والثمرات ونحوها لعدم الدليل على استعماله في غير المطر .
ومما يلزم التنبيه عليه أنه لا يجوز لمسلم أن ينسب نزول الأمطار إلى الأنواء والنجوم والمواسم ونحو ذلك فإن هذا مما يغضب الله وهو من كفر النعم ومن الشرك الأصغر بل قد يكون من الشرك الأكبر إن اعتقدها خالقة مع الله تخلق الغيث وتنزله بقدرتها ومشيئتها.
فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهنى قال صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية فى إثر السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال « هل تدرون ماذا قال ربكم » . قالوا الله ورسوله أعلم . قال « قال أصبح من عبادي مؤمن بى وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته . فذلك مؤمن بى وكافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا . فذلك كافر بى مؤمن بالكوكب ». متفق عليه
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أيضاً أن أبا هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « ألم تروا إلى ما قال ربكم قال ما أنعمت على عبادى من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين . يقولون الكواكب وبالكواكب » . رواه مسلم
وعن ابي زُميل قال حدثنى ابن عباس قال : مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصبح من الناس شاكر ، ومنهم كافر ، قالوا : هذه رحمة الله ، وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا ، فنزلت هذه الآية : { فلا أقسم بمواقع النجوم ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ، إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون ، لا يمسه إلا المطهرون ، تنزيل من رب العالمين ، أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ، و تجعلون رزقكم أنكم تكذبون ؟ } أخرجه مسلم.
أي تجعلون حظكم ونصيبكم من هذه النعمة أنكم تقابلونها بالتكذيب فتكفرون بها وتنسبونها إلى غيره.
فاحفظوا نعمة الله بشكره عليها والقيام بطاعته واحفظوا توحيدكم وعقيدتكم بلزوم ما دلت عليه السنة وسار عليه سلف الأمة
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .