بسم الله الرحمن الرحيم :
ـ ذكر الأمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ كلام هام ومفيد وتنبيه دقيق لكل طالب علم:.
قال:
الفرق بين الشجاعة والجرأة:
أن الشجاعة من القلب:
وهي ثباته واستقراره عند المخاوف وهو خلق يتولد من الصبر وحسن الظن فإنه متى ظن الظفر وساعده الصبر ثبت كما أن الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر فلا يظن الظفر ولا يساعده الصبر...
وأما الجرأة:
فهي إقدام سببه قلة المبالاة وعدم النظر في العاقبة بل تقدم النفس في غير
موضع الإقدام معرضة عن ملاحظة العارض فإما عليها وإما لها) .{/كتاب الروح ـ ص 237 ـ}.
ـ وتتممة للفائدة للموضوع وإستكمالا لها ذكر الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ :
{..ومن دواعي الشجاعة :أن يعرف العبد أنَّ الجبن
مرض وضعف في القلب، يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع،ويسلط
عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه بالخَفِرات من النساء.
ومن فوائد الشجاعة:
أمتثال أمر الله وأمر رسوله،والاتصاف بأوصاف أهل البصائر من أولى الألباب.
ومن فوائد الشجاعة:
أنَّه بحسب قوة القلب يُنزل الله عليه من المعونة والسكينة ما يكون أكبر وسيلة لإدراك المطالب والنجاة من المصاعب والمتاعب.
ومن فوائدة:
أنَّه يتمكن صاحبه من إرشاد الخلق ونفعهم على اختلاف طبقاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأما الجبان فإنَّه يفوته خير كثير،وتمنعه الهيبة من بركة علمه وإرشاده ونصحه للعباد.
ومنها:
أنَّ الشجاعة تنجي العبد من كثير من الشدائد،
وتوجب له السكينة إذا مرت النوائب والمصائب ،فيقابلها بما يحبه الله من
الصبر والثبات واحتساب الأجر.
وأمَّا الجبان :
فإنَّه إذا عتر ته هذه الأمور انماع وذهل مصالحة، وتنوعت به الأفكار
الضارة، فعملت معه المصائب والشدائد عملهالأليم،وفوّتته الخيرات والثواب
الجسيم.}