اشتهر العرب منذ القدم
بالكرم وحسن الضيافة، وهي الأمور نفسها التي حثنا عليها ديننا الحنيف، فقد
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه).
كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
لذا يجب أن نربي أبناءنا على الجود والكرم، وحسن استقبال الضيوف ومعاملتهم
أفضل معاملة، مع ضرب أشهر الأمثلة لهم على كرم العرب والمسلمين. ومن أكرم
من حاتم الطائي الذي أصبح كرمه مضربا للأمثال على مدار التاريخ؟
فيحكى أن أخبار كرم حاتم قد بلغت أحد قياصرة الروم، فأرسل له رسولا ليطلب
منه فرسه العربي الأصيل. ودون أن يسأل حاتم عن هوية الضيف، استقبله أحسن
استقبال، لكنه لم يكن يملك وقتها ما يمكنه أن يقدمه للضيف، فلم يجد إلا
فرسه العزيز على نفسه، فنحره وقام بشي لحمه وقدمه للضيف، الذي أخبره بعد
ذلك أنه قد أتى ليطلب منه أن يمنحه الفرس، فقال له حاتم: هلا أعلمتني قبل
الآن؟ فإني قد نحرتها لك إذ لم أجد غيرها.. فعجب رسول القيصر من سخائه،
وقال: والله رأينا أكثر مما سمعنا!.
لكن يجب أن نؤكد على صغارنا كذلك أن إكرام الضيف لا يكون فقط بتقديم أفضل
الطعام والشراب، ولكن باستقباله بابتسامة ودود وإلقاء السلام عليه،
واختيار أفضل مكان بالمنزل لجلوسه، ومعاملته معاملة طيبة حتى وإن أساء
القول أو الفعل أثناء الزيارة، لأننا يجب أن نلتزم بحسن ضيافته طوال مكوثه
بمنزلنا.
والأهم من الكلام النظري، أن نكون نحن أنفسنا نعم القدوة الحسنة لأبنائنا في حسن استقبال ضيوفنا وإكرامهم من كافة الوجوه.