إن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله
ويكفي أن نعلم أن المحبة مراتب أعلاها حب الله وحب رسوله
ولا يمكن لشريعة الإسلام الخالدة
أن تكون حاجزا أمام المحبة التي هي من صميم النفس البشرية ولكن كما ذكرتم
أخية في نقلكم يهذبها وينقيها ويحملها على الطريق الصحيح.
فالمحبة من أعمال القلوب التي ليست بيد المرء بل هي أمر لا يملكه.
ولذلك كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم ( اللهم هذا قسمي في ما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)
والمحبة قد تقع من نظرة أو صوت أو ذكر أو حتى خيال.
فعلى المتحابين أن يتعاونا فيما بينهما فيما ينمي المحبة بينهما من تقارب ودعاء وتواصل واتصال وتنازل عن الأخطاء
فالإسلام لا يحارب بواعث الحب والغرام,,ولايجفف منابع الود والإشتياق,,ولكن
يهذب الشيء المباح حتى لايفلت الزمام, ويقع المرء في الحرام والهلاك .
والحب في الاسلام يختلف عن أي حب, فهو حب يتسم بالإيجابية ويتحلى بالإلتزام.
ليس شرطا أن تحب المظهرالجميل , ولكن من المحتم أن تحب الروح الأخّاذة,, والذات الرائعه الخلابة.
هناك من الأزواج من لديه زوجة جميلة وضائة,ولكنها خاوية المشاعر,,جامدة العواطف,,غليظة الكلام,,
عصبية بغيضة لاتفهم شيئا من لغة القلوب, ولاتفقه أمرا من عالم الوجدان.
إن كثيرا من الملتزمين يرون في الحب منقصة ومذمة, ويرون فيه ضيعة
ومذلة, وهذا خطأ جسيم وفهم خاطيء. فتراه لايتودد إلى من يحب ولايعرف للغزل
سبيلا,,ولا للمداعبة طريقا.
ولو نظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى حبه الشديد لعائشة, ,وكيف كان يداعبها ويلاطفها
لعلم كيف يكون الحب بين الأزواج المتحابين من شيم الكمال وليس من صفات النقص.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الزواج بالأبكار من أجل
المداعبة والملاعبة والملاطفة وقد كان في ذلك صريحا وواضحا
فقد قال : { هلا بكرا تداعبها وتداعبك وتلاعبها وتلاعبك }. فلذلك
فالإسلام يتسم بالمعقولية ولا يناقض العقل ولا الروح الإنسانية.
فبين الطرق السليمة التي تضمن الحياة السعيدة بعيدا عن التعتم والجمود والتعقد
فالدين يسر والشريعة سمحة تصلح لكل زمان وفي كل مكان
وصلى الله وسلم على النبي المختار وعلى آله الطيبين الأطهار