[b]
أتمثله متساميا الى معالي الحياة ، عربيد الشباب في طلبها ، طاغيا عن القيود العائقة دونها ، جامحا عن الأعنة الكابحة في ميدانها ، متقد العزمات ، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب ، وشهامة الفؤاد ، ونشاط الجوارح .
**********
أتمثله مقداما على العظائم في غير تهور ، محجاما عن الصغائر في غير جبن ،
مقدرا موقع الرجل قبل الخطو ، جاعلا أول الفكر آخر العمل .
***********
أتمثله واسع الجود ، لا تقف أمامه الحدود ، يرى كل عربي أخا له ، أخوة الدم ، وكل مسلم أخا له ،أخوة الدين ، وكل بشر أخا له ،أخوة الانسانية ، ثم يعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.
***********
أتمثله حلف عمل ، لا حليف بطالة ، وحلس معمل ،لا حلس مقهى ، وبطل أعمال ، لا ماضغ أقوال ، ومرتاد حقيقة ، لا رائد خيال .
*************
أتمثله برا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا ، مزورا عن الحضارةالتي (رمته بقشورها) ، فأرخت أعصابه ، وأنثت شمائله ، وخنثت طباعه ،وقيدته بخيوط الوهم ، ومجت في نبعه الطاهر السموم ، وأذهبت منه ما يذهب القفص من الأسد من بأس وصولة.
*************
أتمثله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع ، اقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد و الشمع ، مقبلا على الارتزاق ، اقبال النمل تجد لتجد ، وتدخر لتفتخر، ولا تبالي ما دامت دائبة ، أن ترجع مرة منجحة ومرةخائبة .
***********
أحب منه ما يحب القائل:
أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه @@@كأن به من كل فاحشة وقرا
وأهوى منه ما يهوى المتنبي:
وأهوى من الفتيان كل سميذع @@@ أريب كصدر السمهري المقوم
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت @@به الخيل كبات الخميس العرمرم
يا شباب الجزائر هكذا كونوا!…أو لا تكونوا !…
لمادا لا نكون كما قال البشير الابراهيمي