من أين أبدأ الحياة
قولوا لي ماذا أفعل ؟
كي أحقق حلمي يجب أن أخطئ..
كي أحقق نجاحي يجب أن أخطئ..
كي أحقق أملي يجب أن أخطئ..
كي أحقق حبي يجب أن أخطئ..
فهل أخطئ.. و أحقق حلمي الكبير ..
فهل أخطئ.. و أحقق نجاحي العظيم ..
فهل أخطئ.. و أحقق أملي الوحيد ..
فهل أخطئ.. و أحقق حبي السعيد ..
قولوا لي ماذا أفعل؟
يقولون إذا لم ترس سفينتك فأسبح إليها..
هل أسبح إلى سفينتي و أصل سالمة ؟
أم أسبح إلى سفينتي و أغرق ؟
يقولون إن لم تطرق الفرصة حياتك فأبني لها باب..
فهل أبني باباً يفتح لي السعادة ؟
أم ابني باباً يفتح لي التعاسة ؟
قولوا لي ماذا أفعل؟
يقولون أبدئي بالضروري و انتقلي إلى الممكن فتجدي نفسك فجأة قد حققت المستحيل..
هل افعل ذلك و أحقق المستحيل ؟
أم افعل ذلك و لا أحقق شيء ؟
يقولون الأمل شيء خطير فهو قد يؤدي إلى اليأس..
هل يجب أن أحقق أملي ثم أيأس ؟
أم يجب أن أتوقف عن تحقيق أملي كي لا أيأس ؟
و يصبح أملي أن أفقد الأمل
قولوا لي ماذا أفعل؟
يقولون واجهي مخاوفك و حققي أحلامك..
فهل أواجه مخاوفي و أحقق احلامي..
أم أواجه مخاوفي و أخاف أكثر؟
يقولون الوهم شيء مفيد شرط أن يمسكه الواقع بيديه..
فهل أغوص في متاهات الوهم و أسبح ؟
أم أغوص في متاهات الوهم و أغرق ؟
قولوا لي ماذا أفعل ؟
فأنا لا أدري من أين أبدأ الحياة...
تسألون ما هي أعظم خسارة يمكن أن يخسرها الإنسان في حياته ولا أرى أعظم من خسارة شخص تحبونه ..أو صديق تهبون له نفسكم وحبكم .
الخسارة الحقيقية حينما نخسر صورة أنفسنا التي نراها في عيون أصدقائنا وأحبابنا .
الخسارة الحقيقية حين تبعدك الأيام وتقاومك الظروف المؤلمة لتساهم في عمل تلك الفجوة التي لا نريد بين أصدقائنا وبيننا .
والأصعب من ذلك كله حين يبنى على المواقف الطارئة والوقتية حياة كاملة وخصوصا حين يزج بك في قفص الأنانية والتكبر ، وتشرحك عيون الاستعجال والتسرع ،وتبادرك عبارات التحرر والاستقلال بأنك مستعمر ومحتل .
صعب جداً أن يظن بك غير ما هو بك ، وغير ما تتصف به حين تتهم وأنت بريئ وتسجن وأنت عفيف .
الخسارة الحقيقية حينما اخسر ذلك الإنسان أنا قد منحته كل شي بل أعظم شي .
ما أجمل الصداقة وما أروعها حين يسودها التفاهم والصدق،وتغلفها الصراحة والوضوح ، ما أجمل الصداقة بعيدا ن التكلف ، وما أروع معانيها حين تخرج من القلوب.. دعوة صادقة بأن لا يخسر واحد منا صديق له .
وتحسن الظن كل الظن بمن يعاشر فلربما أصدر حكما لحظة ندم عليه زمنا مديدا.
فلماذا - يكون التسرع سبيل المفاهمة يكون الهجر طريق العقاب، وتكون الظنون سلم التعلم ؟!
ألم تسمع ما يقول الحكماء
( تأن ولا تعجل بلومكَ صاحباً ... لعل لهُ عذر وأنت تلومُ ).
منقول