للبدن ثلاثة أحوال: حال طبيعية،
وحال خارجة عن الطبيعية، وحال متوسطة بين الأمرين.
فالأولى: بها يكون البدن صحيحًا،
والثانية: بها يكون مريضًا.
والحال الثالثة: هي متوسطة بين الحالتين،
فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط،
وسبب خروج البدن عن طبيعته، إما من
داخله، لأنه مركب من الحار والبارد،
والرطب واليابس، وإما من خارج، فلأن
ما يلقاه قد يكون موافقًا، وقد يكون غير موافق،
والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج
بخروجه عن الاعتدال، وقد يكون من فساد في العضو، وقد
يكون من ضعف في القوى، أو الأرواح الحاملة لها،
ويرجع ذلك إلى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته،
أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه،
أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله،
أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه،
أو امتداد ما الاعتدال في انقباضه،
أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه
وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله.