نحتاج دوماً إلى النصيحة الصالحة التي تحث على التقوى والاستقامة, وتقوم الطريق وتزيل الغشاوة وتبصر بالأخطاء وتوجه نحو الأمام, ويا لها من نصيحة تلك التي تأتينا من قوم صالحين قد عملوا فأجادوا وأخلصوا فأظهر الله ما قدموا وبارك في خطاهم وصاروا للأمة قدوة وهداة, قال الله _تعالى_: " ولقد وصينا الذي أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ", وقال _سبحانه_ " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون ".
فالوصية إذن من تمام النصيحة لله ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ وللمسلمين والتواصي بينهم بالحق قال _تعالى_ " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ", وكما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث تميم الداري قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " الدين النصيحة قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ", فمن هنا أخذ السلف _رضوان الله عليهم_ العمل بالنصح فيما بينهم وصدق فيهم قول الله _تعالى_ " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن بالمنكر... ", وفي مقالنا هذا نحاول معك أيها القارئ الكريم أن نتجول جولة محب بين بساتين ووصايا و نصائح هؤلاء الصالحين محاولين أن نقتفي بعض الأثر ونقطف ماأبيح من الثمر.