اليأس:
اليأس من صفات الكافرين : إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ونحن نعتزّ بإيماننا وإسلامنا .. فلا ينبغي أن نلصق بنا صفه من صفات الكافرين.
اليأس يعوق صاحبه بل وأمته عن النهضة والعمل والبناء والإيجابية والانطلاق.
اليأس إذا تملّك صاحبه وهيمن عليه , فإنه قد يهوى به إلى الهاوية والانتحار وسوء الخاتمة.
اليأس يحجب المرء عن الناس ويطوى صفحته بينهم ويعزله عزلا عمن حوله.
ولأن تداعيات الدنيا وخراب الضمائر وانفلات ذوقيات كثير من الناس قد تسببت في إتعاب أنفساً كثيرة وجلبت لأصحابها الهموم واليأس.
الأمل:
. الأمل يقذف بالمرء إلى سماء الله ليُحلّق فيها ويٌغرّد كالطير
. الأمل يمنح المرء أماناً في نفسه وطمأنينة ويزيده ثقة في ربه وسكينة
لأنه طالما أن هناك رباً عظيماً قادرا , إذن فلابد من أمل يدفع المرء دفعا ويهيمن عليه كُلًّا وجزءا.
الأمل يُعلى الهمة ويقوّى الفكرة ويزيل المحنة ويُبدّد الظُلمة ويُخرج من الأزمة.
الأمل يُجدّد الروح ويبعث فيها الحياة ويستطيع المرء أن يُسطّر به كل إبداع.
إذاً استبشر بالفرج :
كم وجدنا من صعوبة ومحنة كانت بداية لنجاح وتمكين , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من مرض تمكّن واستفحل ثم جاء الشفاء وعلى غير موعد لصاحبه , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من ضيق وكرب وهم وحزن انفلت وانمحى فجأة وتحوّل إلى سعادة وعزة , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من صبر طويل وجهاد مرير , قد ذاق صاحبه مرة واحدة حلاوة الصبر وفضل القدير, أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من أحلام كانت أحلاما بالأمس وقد تحولت إلى حقائق وحقيقة في اليوم , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من عقيم طال عقمه ثم بِقُدرة القادر رُزق البنين والبنات دون تعب ولا مُقدّمات , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من يتيم فقد أبويه فى صغره , ثم وجدناه وقد صار عالماً مميزاً وبارعاً حاذقاً وعَلَمًا يُشار إليه بالبنان وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا مثلا صادقا لذلك النموذج , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
كم من طاغوت صالَ وجالَ فى الأرض فساداً وجبروتاً وطغياناً , ثم فجأة وقد زال عرشه وكيانه ( وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) .. أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج.
إلى كل من يَشرُف بالانتماء إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها أقول:
اجعل أمام عينيك دائما منظار الدكتور مصطفي السباعي – رحمه الله - الذي يقول فيه:
زُرْ المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخُلق.
وزُرْ المستشفي مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض.
وزُرْ الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة.
وزُرْ المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل.
وزُرْ ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة