ابن باديس (اصلاح النفوس)...

قد أرشد الله تعالى إلى ذلك صريحًا في قوله: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد 11].
هذا التَّغيير، أي تغيير الأوضاع، بأن نغيِّر المعصية بالطَّاعة، والكفر بالشُّكر، وأسباب سخط الله علينا بأسباب رضاه، هو الإصلاح المطلوب، حتَّى يُغيِّر الله علينا العقوبة بالعافية، وتسليط الأعداء بالنَّصر، والذُّلَّ بالعزِّ.

فيجب أن تتوجَّه العناية إلى إصلاح النُّفوس وتهذيبها وتنقيتها من شوائبها وشرورها، حتَّى تسعد الأمَّة بأفرادٍ صالحين ومتَّصفين بالصَّلاح الَّذي أراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا بالصَّلاح المستمد من نظريَّات الرِّجال، ومن أفكار الغرب ، فالصَّالح من الرِّجال والنِّساء في لسان الشَّرع قرآنًا وسُنَّةً ـ

جماع الصَّلاح للآدميِّين هو طاعة الله ورسوله، وهو فعل ما ينفعهم، وترك ما يضرُّهم؛ والفساد بالعكس؛ فصلاح الشَّيء هو حصول كماله الَّذي به تحصل سعادته، وفساده بالعكس؛ والخلق صلاحهم وسعادتهم في أن يكون الله هو معبودهم الَّذي تنتهي إليه محبَّتهم وإرادتهم، ويكون ذلك غاية الغايات ونهاية النِّهايات

فإذا قصَّرنا في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم نجعل دعوة التوحيد شعارنا ودثارنا، ولم نعمل على إصلاح نفوس أفراد الأمة بجميع أطيافها، فلا ننتظر نصرا ولا رفعة ولا تمكينا، بل لن نزداد إلا ضعة وذلة وتقهقرا، ولن نسترد مغصوبا، ولن نسترجع مسلوبا، هذا هو الحق ليس به خفاء، وهذا هو الواقع ليس فيه مراء، ومن ابتغى دواء لهذه الأدواء، فعليه بشريعة الله الغراء، ولله الأمر في البدء والانتهاء.

نال إعجابي موضوعك
خصوصا وأنه تناسب مع اليوم المصادف ليوم العلم
تذكرة لدروس العلامة المجاهد الشيخ عبد الحملد بن باديس
رحمة الله عليه
لن أزيد فوق كلماتي لن ازيد
و قد نهيناكم عن الشكر أما الاعتذار بين الإخوة فلا نريد
حفظك الله و سدد خطاك

بارك الله فيك
تقيمك للموضوع كان جميل
وبالنسبة للسبب الذي وضعت من اجله الموضوع
أن اذكر نفسي وإخواني بجهود العلماء السابقين
وأن همهم كان اصلاح المجتمع
فكانوا أطباء حكماء
الله يحفظك ويجزيك كل الخير
نسأل الله أن يحشرنا مع الأنبياء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
والحمد لله رب العالمين

حروف من نور
تبعث على الأمل و التفاؤل و أكثر على السرور
بارك الله فيك و حفظك من كل الشرور
حفظك الله و رعاك و ثبتك يوم النشور