الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم .. أما بعد :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ رواه مسلم.
قال القاضي عياض
أَنَّ الإِسْلام بَدَأَ فِي آحَاد مِنْ النَّاس وَقِلَّة ، ثُمَّ اِنْتَشَرَ
وَظَهَرَ ، ثُمَّ سَيَلْحَقُهُ النَّقْص وَالإِخْلال ، حَتَّى لا يَبْقَى إِلا فِي آحَاد وَقِلَّة أَيْضًا كَمَا بَدَأَ ..اهـ .
مايمر به الشباب في هذا الزمان من ضعف وابتعاد عن كتاب الله وسنة نبيه
سببه أولئك.الوعاظ الذين استعملوا القصص و النكت كوسيلة لدعوة إلى الله
معتقدين بذالك أن هذا من الدين و نسو قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فأدخلوا الكذب و الضحك في دعوتهم و الله المستعان
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ، ويل له
حديث حسن رواه أبو داوود
و لقد حذرنا صلى الله عليه وسلم من كثرة القصص لأن هذا يبعد الناس عن طلب العلم
وهؤلاء الوعاظ لا يحسنون التعبير ويخوضون في الباطل مما يوقعهم في الكذب و
القول على الله بلا علم ويزيد الطين بلّة أنهم يجيزون لأنفسهم أن يقسموا
الأيمان المغلّظة لتأييد كذباتهم المفتراة
قال صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع صحيح الجامع
قال تعالى : يومئذ يخسر المبطلون سورة الجاثية ، الآية 27 "
قال ابن كثير ، رحمه الله : دخل سفيان الثوري المدينة يوماً ما ، فوجد رجلاً
شيخاً إسمه المعافري يحدث الناس بما يضحكهم به ، فقال له يا شيخ : اتق الله
أما تعلم أن لله يوماً يخسر فيه المبطلون ، قال الرواي : فما زالت تعرف في
وجه المعافري حتى لقي ربه .
و للأسف أن هؤلاء الفكاهيين وجدوا من يسمع لهم و يحضر دروسهم
و الغريب أن هؤلاء يقولون أنهم من السلفيين و هذا غلط السلفي دائما
متبع كتاب الله متقيد بسنة رسول الله - صلى الله عليه و سلم و هو بعيد عن
اللهو و الضحك
يقول عبدالله بن عمر : لم تكن القصص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا على عهد أبي بكر وعمر وعثمان ، وإنما كانت القصص زمن الفتنة .
ويقول ابن سيرين : القصص أمرٌ أحدثته الخوارج .
فاحذرواهؤلاء بارك الله فيكم طريقهم كله شر عليكم بكتاب الله و سنة رسوله
فالواجب أخذ العلم عن الثقات من أهل العلم، وعن أهل السنة والإتباع. و
الفضل والدين والورع فيجب على شباب المسلمين وشيبهم أن يبتعدوا عن هؤلاء
الأصاغر، ويحذروهم و يحذروا منهم قال رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-
: أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان.
قال محمد بن سيرين -رحمهُ اللهُ- ومالك وغيرهما: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
وقال -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر.
وسئل عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث؛ فقال: "لا يزال الناس بخير ما أخذوا
العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوا عن أصاغرهم هلكوا" ما معناه؟ قال: هم أهل
البدع، فأمَّا صغير يؤدي إلى كبيرهم فهو كبير
قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
وصلى الله على نبينا محمد و أله و سلم