نزل القرآن العظيم على نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم , هدى وبشرى وشفاء ورحمة للعالمين .. حوى في طياته منهجا ربانيا من سار على هديه رشد , ومن تركه ضل وتقاذفته الأهواء فخسر الدنيا والآخرة, فله في الدنيا الضنك والشقاء ,, وفي الآخرة البؤس والعمى..!!
هذا القرآن العظيم ــ كلام رب العالمين ــ يحتاج من يتأمله ويتفكر في آياته ,ويغوص في أعماق المعاني ويستجليها ويفهمها وينزلها في الواقع ويجعلها الهادي والمرشد له في جميع حركاته وسكناته..
تأملت قوله تعالى " وقولوا للناس حُسنا.." فوجدت فيها منهجا عظيما للتعامل مع الناس كلهم, أي جنس الإنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أو طوله أو عرضه ..
قولوا للناس حسنا..
حاولوا معي أن تتصوروا حالي وحالك ونحن نتعامل مع الناس ولا نقول إلا الحسن من القول..
نقابل الكلام البذيء بكلام حسن..
نقابل السلوك الخاطىء بكلام حسن..
نقابل المشاعر السيئة بالقول الحسن..
"وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا "
الله أكبر..
الشيطان يدخل من باب الكلمة القبيحة السيئة ..
لذا , كان التوجيه الرباني أن نقول التي هي أحسن ... لنوصد الباب أمام الشيطان ومكره وخبثه ولؤمه..
كم من كلمة نقولها في لحظة غضب تهدم مابنيناه في سنين كثيرة..!!
كم من كلمة خرجت في لحظة طيش ,خربت الود والثقة التي بذلنا جهدا جهيدا لبنائها..!!
كم من المفردات التي نملكها طيبة ولا ندفع لها ثمنا ماديا ونتجنبها ونختار الأسوء!!
لنعيش رحاب هذه الآية العظيمة ..
ونطبقها في كلامنا وحديثنا وحواراتنا..
لنحذف من قاموسنا كل الكلمات السيئة ..
لنضيف لقاموسنا كل الكلمات الحسنة..حتى تكون في جاهزية كاملة ..
ونطلقها في وقتها المناسب..
إنها لحظة تأمل وتفكر نحتاجها لنعرف كم نحن بحاجة إلى الكلمة الحسنة..
إنها لحظة تأمل وتدبر لنعرف حجم الخسارة التي نخسرها جراء استخدام كلمة سيئة !!!