قال أبو بكر الصديق _رضي الله عنه_ حينما خطب الناس: " إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أريد بها وجهه، فأريدوا الله بأعمالكم واعلموا أن ما أخلصتم لله من أعمالكم فطاعة أتيتموها وحظ ظفرتم به وضرائب أديتموها وسلف قدمتوه من أيام فانية لأخرى باقية لحين فقركم وحاجتكم، اعتبروا عباد الله بمن مات منكم وتفكروا فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس؟ وأين هم اليوم؟ أين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة في مواطن الحروب؟ قد تضعضع بهم الدهر وصاروا رميما قد تركت عليهم القالات الخبيثات، إنما الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات ……. (البداية والنهاية).
وقال أيضا: " أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم، فمن استطاع أن يقضي الأجل، وهو في عمل الله فليفعل، ولن تنالوا ذلك إلا بالله _تعالى_, وإن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم، فنهاكم الله أن كونوا أمثالهم " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ". سورة الحشر. [ آية 19].
وقال أيضاً: " لا خير في قول لا يراد به وجه الله ولا خير في مال لا ينفعه في سبيل الله، ولا خير فيمن جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم ". (ذكره بن كثير في تفسيره وقال هذا إسناده جيد ورواته ثقات).
فالصديق _رضي الله عنه_ ينصح ببذر بذور الإخلاص في النفوس وتعاهد النقاء في الأعمال وتصحيح الرغبة في الابتغاء, فلا ابتغاء سوى ابتغاء وجهه _سبحانه_ إذ إن هذه الأيام إلى فناء ومن تدبر تعقل, فإياك أن تجعل أجلك لغيرك ولكن اجعله ليوم تلقى فيه ربك.